الشيطان و أصحاب الضلالة و الابتداع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد
رحمة الله للعالمين و أصحابه و التابعين
فإن الإنسان في أصل تكوينه يشترك فيه عنصران و هما :-
* الطين : الذي خلق الله منه جسده
* الروح : و هي من أمر الله
فإن اهتم بجسده فقط و أصبح لا يهتم إلاّ بشهواته و متطلباته فإنه يكون ( كاللأنعام ) التي يقول لها الله سبحانه
في يوم القيامة ( كوني تراباً ) بل قد يتمنى أن يكون مثلها ( يوم يعض الظالم على يديه و يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً )
أما إن ركز على روحه و اهتم بتزكيتها و تقرب إلى بارئها و صرف جهده لتوحيد الله و الإخلاص له في السر و العلن فإنه
يرتقي لدرجة الملائكة و قد يفوقها ( و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع ) بل و تحفه و تحرسه و تترحم
عليه و تستغفر له
و مع ذلك نراه بكل جهل و سفه يحيد عن الحق و يتنكب الطريق و يتبع خطوات الشيطان - عدوه الأول - و يسير في ركابه و سبق أن
حذره خالقه ونبهه ( و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )
فيأخذه الشيطان في مهاوي الردى و الرذيلة و ينحط به إلى أوديةٍ سحيقة من الضلال و فساد الفطرة
فتنقلب عنده الموازين فيرى الحق باطلاً و السيئ حسناً ثم هو لا ينكر منكراً و لا يعرف معروفاً
( و لقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه .. )
فهو يعدهم و يمنيهم و هم منقادون له طائعون فكيف لا يقول أحدهم ( إن إبليس هو أول الموحدين لأنه لم يسجد لمخلوق )
كما يفعل كثير من الضلال الذين يأولون كلام الله - زاعمين أن له ظاهر و باطن - و يلوون أعناق النصوص لتوافق ما في
أنفسهم من الباطل الذي أوحى به كبيرهم و قدوتهم اللعين