أَمأرب سدها أضحى حطاما | أم الطوفان يقتحم اقتـحاما؟ |
أداكا(1) قد أتيتُ و لست أدري | فكيف أرى المُساعَد و الرَغاما(2)؟ |
أجدة هذه أم دار حربٍ | على الأجداث أنت ترى الركاما |
على أطلالها فاسفح دمـوعاً | و لا تخش الملامَ فلن تُلاما |
لعلك تتقي بالدمـع حـزناً | كنارٍ زادها المُذكي ضِراما |
عروسُ البحر من أبكاك حتى | حملت بدمعك الموتَ الزؤاما |
نثرت الكحلَ في كل الزوايا | و فوق الوجهِ ألقيت القتاما |
أَمِنْ جرح الفساد بكيت لمَّا | علمت بأنـه يأبى التـئاما |
أَمِنْ فرط العقوق أردت فضحاً | فقد و الله أرخيت اللـثاما |
نحبت أيا عروس البحر حتى | رأى الأعمى الفسادَ و من تعامى |
لعمر الله ما أبقيت عذراً | لمعتذرٍ يريد و لا كلاما |
سليلُ المجد قد أحسنت صنعاً | و شكر المحسنين لنا لزاما |
على التقصير قد أوقدت حرباً | فلا عدماً و لا شِمْتَ الحساما |
أَمرت بلجنةِ التحقيقِ فوراً | لتكشفَ جذوةُ الحقِ الظلاما |
وواسيت المصاب فحُزْت أَجراً | وأبـهجت الثواكلَ و اليتامى |
أَلَـجْنةُ إنه حِـمْلٌ ثقيــلٌ | تنـوءُ الراسيـاتُ به قياما |
فسيري يا رعاك الله قُدْماً | و حُزّي كفَّ من أَكل الحراما |
سلي عن ثوبها أضحى سليباً | و تـاجٍ للعروس غدا حُطاما |
سلي عن طفلةٍ باتت شعاراً
| كزهرِ الروضِ قد كُسِيَتْ رغاما |
أتاها الموجُ لا في وسط بحرٍ | و لكـن وسـط عائلةٍ نياما |
أرى خلل السحاب وميض برق | و أرجو الغيث سحاً لا جهاما |
وما كل الخطوب بمحض شر | و للترياقِ نتخذُ السِماما |
وكم لطفاً يكون مع الرزايا | فلا تخلوا و إن كانت جساما |
سلامٌ أيها الأبرارُ وقفاً | من الرحمن ليس له خِتـاما |
بُلِيتُمْ مثلما الأخيارُ تُبلى | و قوسُ الكرب أمطركم سهاما |
فلولا أننا بالله صُـبْـرٌ | لكان العيش بعدكمُ حِـماما |
ولولا أننا نرجو لـقاءاً | لما طابت لنا الدنـيا مُقـاما |
فأعلى اللهُ منزلكم بِعَدْنٍ | و لُقِّيتُمْ من اللهِ السلاما |