هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات حامد الجدعاني
لكل من يعشق المعرفة و أدواتها
مرحبا بكم في منتديات حامد الجدعاني اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا و جلاء همومنا و أحزاننا اللهم علمنا منه ما جهلنا و فهمنا منه ما استغلق علينا القرآن نور القلوب و حياتها و راحة النفوس و أنسها خيركم من تعلم القرآن و علمه
منتديات حامد الجدعاني ترحب بكم قال الرسول صلى الله عليه و سلم { تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً ( كتاب الله و سنتي) } قال صلى الله عليه و سلم { أُتيتُ القرآن و مثله معه } السنة النبوية المطهرة شارحةُ القرآن و مفصلةُ التبيان قال النبي الكريم { عليكم بسنتي و سنة الخلفاء المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ } من عمل بكتاب الله و اقتدى بسنة النبي و خلفائه فهو من الفرقة الناجية المنصورة بحول الله و قوته
عدد المساهمات : 197 تاريخ التسجيل : 08/01/2010 العمر : 60
موضوع: مشكلة الإنسان المعاصرة الأربعاء 27 يناير 2010, 4:31 pm
]الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي عجل الله بشفائه
</li>
[size=21]من درس: أهمية علم أصول الدين
والقرن العشرون أكثر القرون في تاريخ البشرية اضطراباً وحيرة وتفككاً وضياعاً، ومعلوم أن الذي يعبر عن هذا حق التعبير في أي واقع ومجتمع -سواء كَانَ هذا الواقع حقاً أو باطلاً عقيدة أو سلوكاً- بالتعبير الدقيق هم أصحاب الإحساس العميق الدقيق، كالشعراء والأدباء وأمثالهم. فماذا يقول أدباء وشعراء أوروبا حول قضية أنه لا حياة للإنسان، ولا سعادة ولا هناء إلا بأن يعرف الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟!!عبروا عن ذلك بما يدل عَلَى الضياع والفراغ والحيرة، ويؤسفني جداً أن أقول: إن بعض أدباء الْمُسْلِمِينَ يسلكون وينتهجون منهج أُولَئِكَ الأدباء الحيارى الضائعين؛ ولذلك نجد كثيراً من الدواوين الشعرية ضائعة تماماً. فمثلاً شاعر نصراني يقول: جئت لا أدري مـن أين؟! ولكـني أتيت وغيره من الشعراء يكتب ديواناً كاملاً تقرأ فيه الحيرة والضياع والألم، فيتألم من شيء لا يدري ما هو. ونحن والله نعرف أن سببه هو عدم الإيمان بالله عَزَّ وَجَلَّ، وأنه لو عرف الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وصلى وقرأ كتاب الله، لما كَانَ في شعراء الْمُسْلِمِينَ من يقول: ومضى عمري ولا أعرف دربي أبداً أما نَحْنُ والله إننا نعرف دربنا وإلى أين المصير، ونعرف أن مردنا إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأنه فرض علينا فرائض وشرع لنا شرائع، فإذا وقفنا عند حدوده ووحدناه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأطعناه فمصيرنا إِلَى الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة، وإن عصيناه وتعدينا حدوده فمصيرنا إِلَى الشقاء وضيق الدنيا، وإلى النَّار في الآخرة أجارنا الله وإياكم، لكن الحيارى لا يدركون ذلك. وهذا شاعر فرنسي وهو من أكبر الشعراء أثراً في فرنسا يقول: "حيرة الإِنسَان المعاصرة"!!، طبعاً هم يعممون الإِنسَان لأنهم يظنون أن الْمُسْلِمِينَ حيارى، ونحن في الحقيقة حيارى؛ لأن القليل منّا من يمثل حقيقة الإسلام، فيظنون أننا مثلهم عَلَى هامش الأمم حيارى. يقول: (ومشكلة الإِنسَان المعاصِرة قضية واحدة، وهي أنه يبحث عن سيد، يبحث عن إله).فيحدد أول مرة سيداً عاماً لكنه في الأخير يقول: "يبحث عن إله" وهي مشكلة الإِنسَان المعاصرة، فالدمار والحروب المستمرة، والقنابل الذرية، والمصير الرهيب الذي ينذر البشرية، وتحاول أن تتخلص منه ولا تستطيع، هو الذي يلجئ أهل الإحساس وأهل الشعر وأهل النظرات البعيدة إِلَى المخدرات والانتحار، يتخلصون به من رعب المستقبل كما يسمونه، ولذلك نجد أرقى بلاد العالم في الحضارات المادية، وفي الشوارع الفسيحة، والعمارات الضخمة، والترف المادي في معدل المعيشة، هي أكثر بلاد العالم نسبة في الانتحار، لأنه كما قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ وكما قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : ( لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها). والله لا يجد العبد الطمأنينة والراحة واللذة ولا يجد السعادة مهما أخذ من الدنيا وجمع من حطامها، بل يعذبه الله بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون[/size][/size][/size]