عزيز قوم **
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 28/10/2009
| موضوع: من ما قال أبو نواس الأربعاء 28 أكتوبر 2009, 10:02 pm | |
| قال الجاحظ: لا أعرف في كلام الشعراء أرق ولا أحسن من قول أبي نواس حيث يقول:
أية نار قدح القادح * وأيّ جد بلغ المازح
لله در الشيب من واعظ * وناصح لو خطئ الناصح
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى * ومنهج الحق له واضح
فاسم بعينيك إلى نسوة * مهورهن العمل الصالح
لا يجتلي الحوراء في خدرها * إلا امرؤ ميزانه راجح
من اتقى الله فذاك الذي * سيق إليه المتجر الرابح
فاغدُ فما في الدين أغلوطة * ورح لما أنت له رائح
ومن مستجاد شعره قوله:
ألا رب وجه في التراب عتيق * ويا رب حسن في التراب رقيق
ويا رب حزم في التراب ونجدة * ويا رب رأي في التراب وثيق
فقل لقريب الدار إنك ظاعن * إلى سفر نائي المحل سحيق
أرى كل حي هالكاً وابن هالك * وذا نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في لباس صديق
وقوله:
لا تشرهنَّ فإن الذل في الشره * والعز في الحلم لا في الطيش والسَّفه
وقل لمغتبط في التيه من حمق * لو كنت تعلم ما في التيه لم تته
التيه مفسدة للدين منقصة * للعقل مهلكة للعرض فانتبه
وجلس أبو العتاهية القاسم بن إسماعيل على دكان وراق فكتب على ظهر دفتر هذه الأبيات:
أيا عجباً كيف يعصي الإلـ* ـه أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه الواحد
ثم جاء أبو نواس فقرأها فقال: أحسن قائله والله. والله لوددت أنها لي بجميع شيء قلته، لمن هذه ؟
قيل له: لأبي العتاهية، فأخذ فكتب في جانبها:
سبحان من خلق الخلـ *ـق من ضعف مهين
يسوقه من قرار * إلى قرار مكين
يخلق شيئاً فشيئاً * في الحجب دون العيون
حتى بدت حركات * مخلوقة في سكون
ومن شعره المستجاد قوله:
انقطعت شدتي فعفت الملاهي إذ * رمى الشَّيب مفرقي بالدواهي
ونهتني النُّهى فملت إلى العدل * وأشفقت من مقالة ناهي
أيها الغافل المقرُّ على السهو * ولا عذر في المعاد لساهي
لا بأعمالنا نطيق خلاصاً * يوم تبدو السماء فوق الجباه
على أنَّا على الإساءة والتفـ * ـريط نرجو من حسن عفو الإله
وقوله:
نموت ونبلى غير أن ذنوبنا * إذا نحن متنا لا تموت ولا تبلى
ألا ربَّ ذي عينين لا تنفعانه * وما تنفع العينان من قلبه أعمى
وقوله:
لو أن عيناً أوهمتها نفسها * يوم الحساب ممثلاً لم تطرف
سبحان ذي الملكوت أية ليلة * محقت صبيحتها بيوم الموقف
كتب الفناء على البرية ربها * فالناس بين مقدم ومخلف
وذكر أن أبا نواس لما أراد الإحرام بالحج قال:
يا مالكاً ما أعدلك مليك كل من ملك * لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك
عبدك قد أهلَّ لك أنت له حيث سلك * لولاك يا رب هلك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك والليل لما أن حلك * والسابحات في الفلك على مجاري تنسلك
كل نبي وملك وكل من أهلَّ لك * سبح أو صلى فلك لبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك يا مخطئاً ما أجهلك * عصيت رباً عدلك وأقدرك وأمهلك
عجِّل وبادر أملك واختم بخير عملك * لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك
:و قال أيضاً
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل * خلوت ولكن في الخلاء رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا آثماً يخفى عليه يغيب
لهونا عن الآثام حتى تتابعت * ذنوب على آثارهن ذنوب
فياليت أن الله يغفر ما مضى * ويأذن في توباتنا فنتوب
وزاد بعضهم في رواية عن أبي نواس بعد هذه الأبيات:
أقول إذا ضاقت عليَّ مذاهبي * وحلت بقلبي للهموم ندوب
لطول جناياتي وعظم خطيئتي * هلكت ومالي في المتاعب نصيب
واغرق في بحر المخافة آيساً * وترجع نفسي تارة فتتوب
وتذكرني عفو الكريم عن الورى * فأحيا وأرجو عفوه فأنيب
وأخضع في قولي وأرغب سائلاً * عسى كاشف البلوى عليَّ يتوب
قال ابن طراز الجريري: وقد رويت هذه الأبيات لمن ؟
قيل: لأبي نواس، وهي في زهدياته.
وقد استشهد بها النحاة في أماكن كثيرة قد ذكرناها.
وقال حسن بن الداية: دخلت على أبي نواس وهو في مرض الموت فقلت: عظني.
فأنشأ يقول:
فكثِّر ما استطعت من الخطايا * فإنك لاقياً رباً غفورا
ستبصر إن وردت عليه عفواً * وتلقى سيداً ملكاً قديرا
تعض ندامة كفيك مما * تركت مخافة النار الشرورا
وقال الربيع وغيره: عن الشافعي، قال: دخلنا على أبي نواس في اليوم الذي مات فيه وهو يجود بنفسه، فقلنا: ما أعددت لهذا اليوم؟
فأنشأ يقول:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ومازلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منَّة وتكرُّما
ولولاك لم يقدر لإبليس عابد * وكيف وقد أغوى صفيك آدما
رواه ابن عساكر.
وروي أنهم وجدوا عند رأسه رقعه مكتوباً فيها بخطه:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم
وقال يوسف بن الداية: دخلت عليه وهو في السياق.
فقلت: كيف تجدك ؟
فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال:
دب في الفناء سفلاً وعلواً * وأراني أموت عضواً فعضواً
ليس يمضي من لحظة بي إلا * نقصتني بمرها في جزواً
ذهبت جدتي بلذة عيشي * وتذكرت طاعة الله نضواً
قد أسأنا كل الإساءة فاللـ * ـهم صفحاً عنَّا وغفراً وعفواً
ثم مات من ساعته سامحنا الله وإياه آمين.
و قال في النرجس:
تفكر في نبات الأرض وانظر * إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات * بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات * بأن الله ليس له شريك
وقال ابن خلكان: أول شعر قاله أبو نواس لما صحب أبا أسامة والبة بن الحباب:
حامل الهوى تعب يستخفه الطرب * إن بكى يحق له ليس ما به لعب
تضحكين لاهية والمحب ينتحب * تعجبين من سقمي صحتي هي العجب
وقال المأمون: ما أحسن قوله:
وما الناس إلا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في لباس صديق
قال ابن خلكان: وما أشد رجاءه بربه حيث يقول:
تحمل ما استطعت من الخطايا * فإنك لاقياً رباً غفورا
ستبصر إن قدمت عليه عفواً * وتلقى سيداً ملكاً كبيرا
تعض ندامة كفيك مما * تركت مخافة النار الشرورا | |
|
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 204 تاريخ التسجيل : 09/10/2009 العمر : 56
| |
النادر **
عدد المساهمات : 20 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
| موضوع: رد: من ما قال أبو نواس الجمعة 15 يناير 2010, 9:43 pm | |
| الله يارب ما أرحمك الله يارب ما أعظمك الله يارب ما أكرمك نخطئ فتتوب و نسرف فتغفر و نتمادى فتتجاوز كيف ييأس من علم أن له رب غفور رحيم كيف يقنط من علم أن له رب يحاسب بالخواتيم رحم الله أبا نواس لو لم يقل غير
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم لكفته | |
|